لو كان هناك أحد من هنا حتى سنوات طويلة قادمة مسئولا عن حالة الانهيار
التى يعيشها فريق الزمالك فهو بكل تأكيد ذلك المجلس الذى يقبع فوق حكم
البيت الأبيض، برئاسة رجل الأعمال والمشجع ممدوح عباس.. وليس أحد غيره..
هذا المجلس هو المسئول الأول والأخير عما يحدث داخل النادى.. فهو مجلس لا
يستطيع اتخاذ قرار حاسم وفعال وإنما يميلون إلى اتخاذ قرارات من نوعية
المسكنات ومسك العصا "من النص" لترضية بعضهم البعض وفقا لأهوائهم الشخصية
حتى لو كانت هذه القرارات فى غير مصلحة النادى.
وإذا كان البعض يحمل ميشيل واللاعبين مسئولية الانهيار الذى يحياه الفريق
فى الوقت الحالى فهم مخطئون كل الخطأ، فالمسئولية الكاملة يتحملها مجلس
الإدارة وليس أحد غيره كون سلطاته تخول له اتخاذ ما يراه من قرارات، ولكن
للأسف تأتى معظمها قرارات "خايبة" وليست على قدر ثقة أعضاء النادى
وجماهيره، فمن يحاسب ميشيل على أخطائه وما أكثرها.. ليس عنده حق، فالرجل..
الموضوع ليس فى "دماغه" فهو موجود فى مصر من أجل أكل العيش ومن ساذج يترك
300 ألف جنيه راتبا شهريا وإقامة فخمة ويتعب نفسه فى تدريب ووضع خطط
لتوظيف اللاعبين.
ومن منا يرى أن ميشيل صالح أو قادر على تدريب الفريق فالجميع يعلم مدى
فشله، ورغم ذلك يصر عباس على استمراره رغم أسباب غامضة لا يعلمها غيره،
ورغم اعتراض كثير من الأعضاء على استمرار ميشيل إلا أن عباس نجح فى تمرير
قرار بقائه خلال الاجتماع الشهير لمجلس الإدارة والذى سبقه انشقاق شديد
داخله حول استمرار ميشيل أو إقالته، وثبت خطأ وجهة نظر السيد رئيس النادى،
ووقتها نجح عباس فى الإبقاء على ميشيل عن طريق ترضية الأعضاء الرافضين
لبقائه وفى مقدمتهم رءوف جاسر نائب الرئيس، وذلك باستمرار الجهاز المعاون
له سواء عبد الرحيم محمد المدرب العام وحسين عبد المنعم المدير الإدارى
رغم مطالبة ميشيل بإعفائهم من العمل معه لكنهم استمروا ترضية لرءوف جاسر
أشد الرافضين لاستمرار ميشيل فى صفقة "مشبوهة" تدل على تقديم المصلحة
الشخصية على المصلحة العامة أو بتعبير أدق "أنا حتة وأنت حتة".
وتناسى أو تجاهل مجلس الإدارة صعوبة استمرار ميشيل مع الجهاز المعاون وكيف
للخلافات القائمة بينهم أن تهدد استقرار الفريق، وخرج مجلس الإدارة بعد
الاجتماع بتصريحات مفاداها بذل محاولات لتصفية الأجواء بين الفرنسى
ومعاونيه وهو ما لم يحدث بل زاد الطين بله، وزادت الخلافات عن الحد دون
تدخل المجلس الذى وقف يشاهد الموقف عن بعد ووصل الأمر لدرجة حدوث اشتباك
علنى بين ميشيل وحسين عبد المنعم أمام لاعبى الفريق يوم المباراة الودية
للفريق أمام الشباب الكويتى والتى سبقت لقاء المحلة بأيام قليلة، ووصلت
أنباء تلك المشادة لمجلس الإدارة الذى لم يحرك ساكنا واكتفى بمنع عبد
المنعم من التعامل مع ميشيل وهو قرار غير صائب من إناس غير مقدرين
للمسئولية ولا يدركون أبسط أنواع الإدارة المحترفة أو المحترمة فى حل أى
خلاف أو نزاع داخل المنظومة حتى تستقر أمورها إلا أنهم وبرغبتهم تركوا
النار تطلق على الهشيم، حتى يكون لديهم أشياء يقضون فيها وقت فراغهم أو
حتى يكون عندهم كبش فداء يبررون به فشلهم انتظارا لفشل آخر، يقدمون به كبش
فداء جديد.
وحتى من يحملون اللاعبين مسئولية الإخفاق والفشل.. هم أيضاً مخطئون..
ونكررها ثانية أن مجلس الإدارة هو المخطئ وهو المسئول الأول والأخير عن
حالة الانحلال التى يعيشها بعض اللاعبين داخل وخارج الملعب لعدم وجود من
يحاسبهم داخل مجلس الإدارة.. وأقرب مثل على ذلك ما فعله شيكابالا أمس عقب
مباراة المحلة وسبابه لجماهير النادى، ولما لا يتمرد شيكابالا وهو لم يجد
فى الإدارة من يوقفه عند حده ويصوبه ويبلغه أنه ليس هناك لاعب كبير على
الزمالك، فوقت أن سب شيكابالا جماهير الزمالك عقب مباراة الإسماعيلى أصدر
مجلس الإدارة ضده عقوبة وهمية بإيقافه لمدة شهر كان الدورى متوقفا وتغريمه
60 ألف جنيه دفعها له رئيس النادى من جيبه.. مجلس بهذا الشكل يتعامل بهذه
الطريقة مع لاعبيه، ماذا ينتظر منهم أن يفعلوا.
كما أن ممدوح عباس فى شخص مجلس الإدارة فرق بين اللاعبين وحولهم مثل بلدنا
لطبقتين غنية وفقيرة، الأولى تأخذ الملايين والثانية ملاليم وهو ما قتل
حماس عدد كبير منهم وهبط بمعنوياتهم إلى الحضيض ولم يعد فارقاً معهم فوز
الزمالك أو هزيمته، فبمقارنة بين لاعب مثل ميدو يحصل على 10 ملايين جنيه
فى السنة ولاعب مثل صبرى رحيل يحصل على مليون جنيه فى أربع سنوات كيف يكون
شكل العلاقة والتعامل بينهما رغم عدم وجود فوارق بينهما.. بل على العكس،
فمن يتأمل مباريات الفريق منذ بداية الموسم يرى أن رحيل شارك فى مباريات
أكثر من ميدو بل إنه أكثر فائدة منه، ولكنها عقدة اللاعب السوبر التى
تطارد ممدوح عباس رئيس النادى فى منامه وتجعله دائما يجرى وراء السراب
ويتعاقد مع لاعبين انتهت فعاليتهم الكروية ولا يملكون سوى أسمائهم
ونجوميتهم السابقة، ويبدو أنه لم يتعلم من السوبر أيمن عبد العزيز والسوبر
أجوجو الذى كان يتباهى بوجوده فى الزمالك، ثم تحول إلى وهم بعد فشله مع
الفريق ثم شكواهم للنادى فى الفيفا وها هو ميدو يتحول إلى أجوجو جديد بعد
أن فشل حتى الآن إثبات نفسه مع الفريق فضلا عن دخوله فى أزمة مع النادى
لتأخر مستحقاته.
الزمالك سيعود رغما عن أنف الجميع حتى ولو كانوا أعضاء مجلس إدارته
أنفسهم، فالزمالك كبير وسيظل كبيرا.. ولكنه يحتاج حتى يعود كما كان
لمخلصين يديرونه ويبحثون عن مصلحته.. وليس من يبيعون الوهم.. فالمجلس
الحالى تعشم فيه الجميع خيرا بعد انتخابه على اعتبار أنهم جميعا باستثناء
إبراهيم يوسف من جبهة واحدة منسجمة ومتفاهمة ولكن اتضح بعد الانتخابات أن
هذه الجبهة انهارت وانهار معها النادى بعد أن انقسمت إلى شعوب وقبائل
تحاول كل منها فرض سيطرتها على الأخرى، وفى هذا الشأن حديث آخر حتى تتضح
الأمور بشكل أكبر فى الأيام المقبلة.